معالي وزيرة العمل الاجتماعي والطفولة والأسرة، السيدة صفيـة انتهـاه، عضو المجلس التنفيذي لمنظمة المرأة العربية، ثمنـت في خطابـها بمناسبـة افتتـاح الندوة العلمية حول واقع تعليم الفتيات في العالمين العربي والإسلامي بمدينة الرباط، تنظيم الندوة، مؤكدة أن نتائجها ستأخذ بعين الاعتبار للنهوض بتعليم الفتيات.
نص الخطاب:
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على نبيه الكريـم
السيدة المديرة العامـة لمنظمة المرأة العربية.
السيد المدير العام لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والثقافة والعلوم "الإيسيسكو".
أصحاب السعادة السفراء.
السادة والسيدات ممثلو الشركـاء الفنييـن والمالييـن.
السادة والسيدات رؤساء الوفود.
السادة والسيدات الخبراء.
أيها الجمع الكريم.
بداية أتقدم أصالة عن نفسي ونيابـة عن المجلس التنفيذي لمنظمة المرأة العربية، بجزيل الشكر وعظيم الامتنان للملكة المغربية الشقيقة، ملكا وحكومة وشعبا، على حسن الاستقبال وكرم الضيافة، والشكر موصول لمنظمة المرأة العربية ومنظمة العالم الإسلامي للتربية والثقافة والعلوم، على حسن الاستقبال وكرم الاستضافة ودقة التنظيم.
يعتبر التعليم بصفة عامة شرطا ضروريا لأية تنمية يراد لها النجاح، غير أن تعليم النساء والفتيات يكتسي أهمية خاصة، ليس لكونه حقا أصيلا من حقوق الإنسان، بل لأنه يحرر أيضا، طاقات النساء والفتيات ويمكنهن من المشاركة الفاعلة في العملية التنموية، وهو صمام أمان المجتمع والطريق المستقيم للتنشئة الاجتماعية السليمة، وهذا ما جعل فخامة رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، يتخذ منها محورا أساسيا في برنامجه المجتمعي للنهوض بموريتانيا، وهو تجسده رؤيته المتمثلة في المدرسة الجمهورية.
كما أن مشاركة منظمة المرأة العربية في تنظيم هذه الندوة العلمية يبرهن بقوة على إرادتها في النهوض بالمرأة العربية.
أيها السادة والسيدات
بالنسبة لنا في الجمهورية الإسلامية الموريتانية، فإن المعدل الخام لالتحاق البنات بالتمدرس يصل إلى 85% مقابل 77.7% بالنسبة للأولاد، وبالنسبة للتعليم الثانوي فإن نفس المؤشر يسجل تباينا كبيرا بين الوسطين الحضري والريفي، حيث تشير المعطيات المتوفرة إلى أن المعدل الخام للالتحاق بالتعليم الثانوي يصل الى 76% في الوسط الحضري مقابل 24% في الوسط الريفي، مع تقارب بين نسب الأولاد والبنات، حيث تشير الدراسات إلى أن معدل التحاق الأولاد بالتعليم الثانوي يصل إلى 51% مقابل 48.7% بالنسبة للبنات.
وبخصوص التعليم العالي فإن 67.45% من حملة الشهادات العليا هم من الذكور، في حين تصل نسبة الإناث ذوات الشهادات العليا إلى 32.5%، وتعتبر هذه المؤشرات متناغمة إلى حدما مع المؤشرات في معظم دول المجلس التنفيذي لمنظمة المرأة العربية.
كما أن من أهم المعوقات التي تعيق تمدرس النساء والفتيات بمختلف بلدان المجلس التنفيذي لمنظمة المرأة العربية عموما، مع تسجيل بعض الفروق يمكن أن نذكر:
- زواج الأطفال، وما يترتب عليه من إكراهات الحمل المبكر وتحمل المسؤوليـة.
- تكبيل النساء والفتيات بواجبات الأجندة المنزلية.
- الإكراهات المرتبطة بالخارطة المدرسية وخصوصا في الوسط الريفي.
- الفقر وخاصة في الوسط الريفي.
- ضعف التنسيق بين العائلة والمدرسة.
ولتجاوز هذه العراقيل بادرت الحكومة الموريتانية إلى تنفيذ سياسات هامة بهدف القضاء على الصور النمطية التي تعيق تمدرس النساء والفتيات، بالتزامن مع السياسات الوطنية لتشجيع تعليمهن والقضاء على مجمل العراقيل المذكورة آنفا، والتي من أهمها:
- تكريم الفتيات المتفوقات من مختلف مراحل التعليم.
- توفير النقل المدرسي وخاصة في الوسط الريفي وبشكل أخص في الجهات التي تشير المؤشرات إلى تدني نسبة تعليم الفتيات فيها.
- توفير تكوين مهني للفتيات المنقطعات عن الدراسة لسبب أول لآخر من خلال تدريبهن على الحرف التي تتماشى مع متطلبات سوق العمل على المستوى الوطني.
- ترقية التعليم ماقبل المدرسي بوصفه رافعة للتعليم.
- تكثيف الحملات التحسيسية لتصحيح الصور النمطية التي تعيق تعليم النساء والفتيات.
أيها الجمع الكريم
نتشرف باسمي الشخصي ونيابة عن المجلس التنفيذي لمنظمة المراة العربية بالحضور معكم اليوم هنا بمدينة الرباط الجميلة، لهذه الندوة العلمية التي تهدف من بين أمور أخرى إلى:
- مناقشة واقع الفتيات والنساء في مجال التعليم.
- توفير المعارف والأدوات اللازمة.
- تعزيز التعاون مع أصحاب المصلحة في هذا المجال.
- التشاور مع صانعي القرار من الشركاء الإقليميين من أجل إنشاء قاعدة بيانات استراتيجية لصياغة جدول اعمال إقليمي شامل لحق الفتيات في التعليم.
لذلك فإننا في المجلس التنفيذي لمنظمة المرأة العربية نثمن عاليا تنظيم هذه الندوة العلمية وننتظر النتائج والتوصيات التي ستتوج أعمالها، لنستأنس بها في عملنا للنهوض بتعليم الفتيات والنساء.
#و_ع_ا_ط_أ